انطلاق فعاليات المؤتمر السنوي الـ33 لاتحاد الطلبة في سان فرانسيسكو

الأنباء

السفير سالم الصباح يزور جناح جريدة الأنباء في المؤتمر السنوي لاتحاد الطلبة 2016

جريدة الأنباء ، السبت، 26 نوفمبر 2016

من آلاء خليفة

سان فرانسيسكو ـ آلاء خليفة

تحت رعاية وزير التربية ووزير التعليم العالي د.بدر العيسى وبحضور سفيرنا لدى الولايات المتحدة الأميركية الشيخ سالم العبدالله، انطلقت فعاليات المؤتمر السنوي الـ 33 للاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع اميركا تحت شعار «جيل واعي لوطن باقي»، وذلك في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية بمشاركة فاقت الـ 4 آلاف طالب وطالبة من مجموع الطلبة الكويتيين الدارسين في أميركا والبالغ عددهم 13 الف طالب وطالبة، حيث احتضن فندق ماريوت ماركيز فعاليات المؤتمر المتمثلة في الندوات وورش العمل المتنوعة والمميزة.

وقد ألقت رئيسة المكتب الثقافي في واشنطن دي سي د.اسيل العوضي كلمة وزير التربية ووزير التعليم العالي د.بدر العيسى والتي جاء فيها: أنقل لجمعكم الكريم تحيات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد وسمو ولي عهده الامين الشيخ نواف الاحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك.
لقد كان من المؤمل ان اكون بينكم مشاركا لكم فرحتكم في انعقاد هذا المؤتمر السنوي الا ان الظروف التي تمر بها البلاد حالت دون تحقيق هذه الرغبة الأبوية.

وأضاف العيسى مخاطبا الطلبة: مضى عام على انعقاد المؤتمر السنوي للاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع أميركا حدث خلالها جملة من المتغيرات على الساحة السياسية والاقتصادية للعالم اجمع ولعالمنا العربي على وجه الخصوص ومنه بلدنا الكويت بنسب متفاوتة.

واصبح الوضع في اقليمنا العربي والخليجي في الوقت الحاضر ينذر بالخطر الداهم وهو ما عبر عنه صاحب السمو الأمير سواء في كلماته المعبرة او فيما احتواه مرسوم حل مجلس الامة من ان الوضع الخطير الذي تمر به المنطقة يتطلب رؤية جديدة ووضعا سياسيا قادرا على التصدي لتلك الاخطار المحيطة بنا وبخاصة على مستوى التمثيل الشعبي القادر على مجابهة تلك الاخطار، ولم يعد الامر خافيا على احد ان القوى الخارجية الكبرى والاقليمية بدأت بالتدخل السافر في الاقطار العربية وإشعال الحروب وتأجيج نار الطائفية وتقوية الارهاب حتى اصبحت شعوب تلك الاقطار العربية تعيش حالة انسانية مزرية وصعبة نتيجة تلك الحروب، ولقد قامت الكويت بواجبها الانساني تجاه الاشقاء في هذا الصدد فقد بذلت الغالي والنفيس بمشاركة حكومية وشعبية لاخواننا في سورية والعراق واليمن وغيرها من الاقطار.

وزاد العيسى: لقد تعرضت الكويت منذ ما يقارب العامين لعمل ارهابي طال اماكن العبادة وكان لموقف قائد الانسانية صاحب السمو اثره في تكاتف كافة اطياف الشعب الكويتي للوقوف في صف واحد مستنكرين العمل الارهابي الآثم، وما احوجنا اليوم لنقف نفس الموقف خلف قيادتنا الحكيمة في وجه ما يحاط بهذا البلد الامن وبكل الدول الخليجية من دسائس ومؤمرات رغم ان الكويت نأت بنفسها عن الصراعات والتجاذبات الاقليمية بقدر ما استطاعت.

وأضاف: في الجانب المحلي وفيما يخص التعليم الذي هو محور اهتمامنا ومسؤولياتنا المباشرة فقد قدمت الحكومة مؤخرا قانون الجامعات الحكومية الى مجلس الامة الا انه لم يتسن للمجلس اقراره ونأمل من مجلس الامة القادم ان يقر هذا القانون مما سيكون له الاثر الايجابي في انشاء الجامعات الحكومية بما يساهم في التخفيف عن جامعة الكويت وكلياتها العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وكذلك الجامعات الخاصة كما ان الوزارة قدمت لمجلس الوزراء تعديلات على قانون الجامعات الخاصة بحيث يؤدي ذلك الى تطوير ادائها.

وأكد العيسى أن الكويت وهي تنشد التطور في مجال التنمية وتبني قدما نحو التقدم وبناء الاقتصاد القائم على المعرفة لتعول كثيرا على ابنائها المبدعين والمتميزين منكم، موضحا ان هناك تحديات عدة يتطلب الامر التصدي لها والتي تتمثل في أمن الطاقة بما فيها استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية وتعزيز الأمن المائي وتحسين الاقتصاد وتنويع مصادره وتعزيز التنمية البشرية لخلق كوادر وطنية قادرة على العطاء في مختلف مجالات العمل، ولذا فإننا نثق بأن تلك التحديات ستكون جزءا مهما من عملكم المستقبلي وانكم ستكونون محركا للتفاعل مع حركة التقدم وتحديات العصر ومواكبة التطورات المتسارعة في المجالات العلمية والتكنولوجية، فقد كانت توجهات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد تنصب دوما نحو الاهتمام بأبنائنا وبرعايتهم داخل الكويت وخارجها وتهيئة كافة السبل لهم لخلق بيئة تعليمية تساعد على تحقيق امانيهم وطموحاتهم لتتبوأ الكويت مكانها اللائق بها بسواعد ابنائها وطاقاتهم الخلاقة.

وخاطب الطلاب قائلا: لقد أوصيتكم في مؤتمركم السابق بأن تنأوا بأنفسكم عندما تخوضون انتخاباتكم السنوية عن الاقتراب من النفس الطائفي او القبلي المتطرف الذي دائما تكون عواقبه وخيمة ومدمرة لوطننا الغالي ولروابطنا الاجتماعية، والآن اكرر لكم توصيتي السابقة لكم، فالوطن ينظر اليكم كقدوة صالحة وبذرة طيبة قادرة على التغيير في المجتمع للأفكار المتعصبة والمدمرة له، كما اوصيكم بالاهتمام بتقدمكم وتميزكم الدراسي وعدم الانشغال بأي امور قد تعيق هذا التميز او التطور.

السفير سالم الصباح: أفكار التطرف ومواطن الإرهاب سوسة تنخر جهلاً في عقول الشعوب

وأردف العبدالله قائلا: بناتي وأبنائي احتفلنا العام الحالي بمرور ربع قرن على تحرير الوطن الغالي من براثن الغزو العراقي الغاشم ونحتفل قبل ذلك وبعده بشعب الكويت الذي قاوم المحتل وحشد الدعم الدولي لتحرير الكويت وإعادة الشرعية، الشعب الذي نشر الوعي بعدالة قضيته هذا هو شعب الكويت الواعي الذي يمثل جيلكم امتدادا له، مؤكدا ان وعي الشعوب بتاريخها واستخلاص الدروس والعبر من ذلك التاريخ يعد انطلاقة لتوطيد اركان الفكر المستنير ونقله للأجيال القادمة.

من جانبه قال سفيرنا لدى الولايات المتحدة الأميركية الشيخ سالم العبدالله: من دواعي سروري ان يتجدد لقائي السنوي معكم وأتشرف بأن ارفع باسمنا جميعا اسمى آيات الولاء والتقدير الى مقام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد وإلى مقام سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد حفظهما الله ورعاهما وأدامهما ذخرا لشعب الكويت العزيز، كما اتقدم باسمكم جميعا بجزيل الشكر والامتنان لوزير التربية والتعليم العالي د.بدر العيسى.

وأردف العبدالله قائلا: ان مؤتمركم هذا استمد عنوانه من اسمى الافكار وهي جيل واع لوطن باق، مؤكدا من خلاله على اهمية وعي الشعوب وبالأخص فئة الشباب في بقاء الوطن واستمراره مما يجعلنا نستذكر في هذا المقام سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد «رحمه الله» عندما قال «الكويت هي الوجود الثابت ونحن الوجود العابر» ولذلك فليكن عبورنا عبور تطور وبناء وازدهار ورخاء للكويت ولجيلكم الواعي.

وأكد العبدالله أنه: عندما تمر الشعوب بظروف دقيقة يكون وعيها هو منارتها وها أنتم اليوم تجتمعون هنا لتنشروا تلك الرسالة النبيلة في اكبر تجمع طلابي كويتي واكبر تجمع للكويتيين خارج ارض الوطن، نجتمع في مدينة سان فرانسيسكو الجميلة وأوصيكم وأحثكم على التمسك بوعيكم وعلى الابتعاد عن افكار التطرف والعنف فهي السوسة التي تنخر جهلا في عقول الشعوب وتؤدي للفشل والخراب ولنا عبرة في تجارب التاريخ مؤكدا انه بالوعي نحارب الجهل وننهض بالأمم وبالصبر نجتاز المحن ونرتقي بالأمم وبالعلم يسمو العمل وتنشط الهمم فاطلبوا العلم من اجل الكويت فهي بانتظارعودتكم متسلحين بما اكتسبتموه من رقي في الوعي وجودة في التعليم والمعرفة.

وخاطب العبدالله الطلبة والطالبات قائلا: لقد وصلت اعداد الطلبة الكويتيين في الولايات المتحدة الأميركية إلى اعلى مستوياتها تاريخيا فانتم جزء من الوطن خارج الوطن فكونوا خير سفراء له وليكن تنافسكم كما عاهدتكم دوما تنافسا شريفا وبروح رياضية يشهد لها الجميع ومثلما تمارسون في هذا المؤتمر الديموقراطية الواعية والمستنيرة وتذهبون لصناديق الاقتراع يوم غد فإن اهلنا في الكويت سيحتفلون بعدكم بساعات بعرس ديموقراطي آخر ينهض به شعب الكويت ليسمع به صوته باختيار حر واع لاختيار نوابه الذين سيساهمون في رسم مستقبل البلاد بما يلبي طموحات شعبنا العزيز وشبابه وبناته فكونوا ابنائي الطلبة والطالبات خير ممثلين لقيم اهل الكويت في تآزرهم وتكاتفهم.

وشدد العبدالله على ان وجود الطلبة والطالبات الكويتيين في الولايات المتحدة الأميركية يعد فرصة لا تتوافر للجميع قائلا: انتم تدرسون في افضل جامعات العالم وتتوافر لكم اقوى مقومات التعليم وأحدث تقنيات التدريس فاغتنموا الفرصة وتعلموا كيف تطوعون التقنيات الحديثة كل في اختصاصه من اجل مستقبل نستطيع ان نواكب به تطور وازدهار الدول من حولنا، وهنا ستبرزون وستتميزون في قدرتكم على تطويع ما تعلمتموه من اجل تنمية الكويت ورفعتها امام الامم الى الابد.

وتقدم العبدالله بالشكر والتقدير الى الهيئة الادارية بالاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع اميركا على جهودهم في ايصال صوت الطلبة والدفاع عن مكتسباتهم قائلا: لقد شهدت شخصيا مع اخوانكم في السفارة والقنصلية والملاحق الثقافية على جهود الاتحاد في التواصل المستمر والمتميز معنا سعيا نحو خدمتكم وتقديم الافضل لكم، ان هذا المؤتمر وتنظيمه الراقي وبرنامجه الحافل ليعد دليلا على كفاءة زملائكم وخص بالشكر رئيس الهيئة الادارية بالاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع أميركا قائلا: مشكور اخ فهد يعطيك العافية.

وعلى صعيد متصل أكد العبدالله لجميع الطلبة والطالبات أنهم سيجدون دائما في السفارة والقنصلية والمكاتب الثقافية عونا لهم ومرشدا قائلا: اعلموا اننا نعمل في فريق واحد هدفه تفوقكم وازالة اي عقبات تقف في طريق تعليمكم وحياتكم في هذه الغربة المؤقتة، ستمر سني غربتكم بسرعة وستنظرون باعتزاز لما انجزتموه وستنظر لكم الكويت بالفخر لما ستقدمونه للوطن فلا يسعني الا ان ادعو الله العلي التقدير لكم بالتوفيق والتميز.

نداء الوطن

من ناحيته، القى رئيس الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الولايات المتحدة الأميركية فهد الجدعان كلمة قال فيها: «جيل واعي لوطن باقي» ليس شعار نعلق عليه الآمال بل رسالة سيحملها ضيوفنا معهم الى ارض الوطن بعد انتهاء المؤتمر، مؤكدا انه بعد مشاركة الضيوف في ندوات وفعاليات المؤتمر سيحملون مسؤولية توصيل الى اهل الكويت ما سيتضح لهم في الأيام القليلة القادمة.
وأردف الجدعان قائلا: ابلغوا اهل الكويت ان طلبة وطالبات الكويت في الولايات المتحدة الأميركية يلبون نداء وطنهم في هذه الفترة الحرجة، ابلغوا اهل الكويت ان ضماناتنا الحقيقة في هذا الجيل الواعي والمدرك لمسؤوليات المرحلة المقبلة، ابلغوا اهل الكويت ان شباب الكويت جاهزون لحمل راية آبائهم وأجدادهم.
وأشار الجدعان الى انه في المؤتمرات السابقة كنا نحذر من اقتراب مصاعب اقتصادية واجتماعية وإقليمية من خلال ندواتنا ومشاريعنا الثقافية واليوم تلك المصاعب اصبحت واقعا يعيشه كل مواطن ومواطنة ربما الكويت في الفترة القادمة ستمر بعجز اقتصادي ولكن لا عجز في الطاقات الشبابية لا عجز في رجال مستعدين لتوظيف طاقاتهم لخدمة الكويت ولا عجز في نساء مدركين لمسؤولياتهم وحقوقهم.

وأكد الجدعان ان ثروتنا الحقيقية ليست في مواردنا الطبيعية وليست في صناديقنا السيادية وإنما في شعبنا الحر الأبي الذي تحداه الزمن وفي كل مرة ناصره شعبه الحر.
متابعا: فأمام التزوير انتصر الدستور، وأمام الاحتلال الصدامي طغت الشرعية واليوم امام العجز سيبقى الوطن.
وخاطب الجدعان الطلبة والطالبات قائلا: اليوم نحن محرومون من المشاركة في العرس الديموقراطي الذي تحياه الكويت ولكن هذا لا يعني ان اصواتنا لن تسمع وان آراءنا ليست مطلوبة فمن خلال مؤتمرنا هذا سنسمع الكويت صوت الشباب الحر المنطلق من غربتهم عن تراب وطنهم الحبيب وأنا على يقين بأن اصواتنا ستسمع ان شاركنا في الندوات السياسية والاقتصادية والرياضية وأصواتنا ستسمع ان شاركنا ضيوفنا الكرام في البحث عن الحلول وان شاركنا في انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع أميركا والتي في كل عام تجسد اسمى معاني التعددية والحرية والعدالة والديموقراطية والمساواة.
وأعلن الجدعان ان المؤتمر سجل اكبر عدد حضور من الطلبة والطالبات الكويتيين الدارسين في أميركا، موضحا ان شعار المؤتمر لم يأت من فراغ فهذا الجيل بالفعل اثبت انه جيل واع بتجسيد أسمى آيات الإنسانية في ديننا الحنيف عندما كان يتعرض لهجمات عنصرية فحقق ابناء وطن الإنسانية اكبر حملة تبرعات على مستوى الشرق الاوسط في 40 مدينة في اكثر من 35 ولاية أميركية.

تنظيم رائع

ألقى رئيس المكتب الثقافي في لوس انجيليس د.محمد الرشيدي كلمة قال فيها: أود ان اشكر الاتحاد على الدعوة الكريمة والتنظيم الرائع لهذا المؤتمر وبرعاية كريمة من وزير التربية والتعليم العالي د.بدر العيسى ولتعاونهم المستمر والمخلص لخدمة طلبتنا الاعزاء وشكرا لكل من تحمل عناء السفر لحضور المؤتمر.
وأردف قائلا: يسعدني ويشرفني كرئيس المكتب الثقافي في لوس انجيليس ان اكون متواجد معكم اليوم في المؤتمر ومعي الملحق الثقافي في المكتب د.حسن الكندري للتواصل المباشر مع طلبتنا الاعزاء والاستماع لهم وتذليل الصعاب التي تواجههم اثناء مسيرتهم الاكاديمية مؤكدا حرص جميع منتسبي المكتب الثقافي على العمل الدؤوب وتسخير كل الامكانات المتاحة لتسهيل المسيرة الاكاديمية لطلبتنا الاعزاء وبذل كل السبل لمساعدتهم، وأستغل هذه المناسبة لحثهم على التواصل المستمر مع المكتب الثقافي على جميع الاصعدة، مشددا على ضرورة حرص الطلبة على التحصيل العلمي بالدرجة الاولى والتمثيل المشرف للكويت من خلال عكس صورة ايجابية لما يمثله الطالب الكويتي في هذا البلد الصديق، حيث ان غالبية الشعب الأميركي سيكون صورة نمطية عن دولتنا الحبيبة وشعبها الكريم من خلال ما يراه من سلوكيات الطالب الكويتي وحسن التعامل واحترام الانظمة والقوانين المعمول بها في حياتنا اليومية وأن نكون خير سفراء لبلدنا الحبيب الكويت.
وأكد الرشيدي اهمية التعليم والتطوير في بناء مستقبل مشرق ومنتج لبلدنا الحبيب، موضحا ان افضل سبل الرقي في المجتمع هو الاستثمار في الشباب وتسليحهم بالعلم والمعرفة واليوم الكويت تستثمر في هؤلاء الشباب وتراهن عليهم في صناعة مستقبلها فلا تخذلوه